كتابة السيرة الذاتية الخبرة والتجربة بين ايديكم

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فن كتابة السيرة الذاتية...الخبرة أو التجربة
  2.  

    اليوم انشاء الله سنتكلم عن كيفية كتابة سيرتكم الداتية 

     

    مقدمة
    ما أن يتخرج الطالب من الجامعة حتى يشمر باحثاً عن عمل. ويظن الطالب أن الأمر سهلا، فيجهز سيرة ذاتية (أيّ كلام) ويبدأ في إرسالها إلى جهات العمل. هنا تواجهه عدة مشاكل. منها، ماذا كتب في السيرة الذاتية وهل سيقبل المُشغّل سيرة ذاتية من خريج؟ وكيف يكتب خبراته وما هي خبراته أصلا؟
    المشكلات الأولى والثانية والرابعة سأتناولها في مقال منفصل في معرض حديثي عن السير الذاتية. لكن سأركز هنا على المشكلة الثالثة وهي كيف سأكتب خبراتي. وهذا السؤال ليس حكرا على الخريج الجديد بل تجد عاملا مخضرما يسأل نفس السؤال أيضا. وبالمناسبة، سوف أستخدم كلمة (عامل) للدلالة على الموظف والاستشاري وكل إنسان له عمل لأن كلمة موظف مقيدة بالعامل الذي يعمل لدى فرد أو مؤسسة بينما كلمة عامل مطلقة تشمل الأعمال الحرة أيضا.



    ما هي الخبرة؟
    هذا السؤال هو مربط الفرس. أحيانا يحار العامل في معرفة أو تشخيص خبراته. وبهذا يفقد أهم ميزة تنافسية له في السوق وهي الخبرة.فبعض العاملين المخضرمين لديهم تجارب كثيرة لكن لا ينتبهون إليها، وكذلك الخريج الجديد أيضا. التشخيص أهم طرق العلاج، أليس كذلك؟ فإذا عرف الإنسان خبراته سوف يسهل عليه صياغتها في إطار مهني مقبول. الكثير من العاملين يمرون بتجارب كثيرة جدا لكنهم يجهلون تجاربهم هذه أو خبراتهم. خبرات أم تجارب؟؟؟ وهل ثمة فرق؟ نعم يوجد فرق، والمشكلة تكمن ليس في عدم معرفة الفرق فقط بل تمتد لتشمل الخلط بينهما أو عدم الاهتمام بذلك الفرق. وهذه التحديات تقريبا يجمعها رابط واحد وهو الفارق الذي يميز الخبرة عن التجربة.



    أولا: التجربة أم الخبرة؟
    التجربة هي قيام الإنسان بتجريب أو ممارسة أعمال تتطلب جهدا يدويا أو ذهنيا. ويصاحب تلك التجربة عملية اختبار وخطأ ثم معرفة وخبرة. فالتجربة هي ممارسة بالدرجة الأولى. وهذا يعني أنه ليس من الضروري أن يكون صاحب كل تجربة قد تحصّل على خبرة. فالخبرة هي تراكم للتجارب عبر استخلاص العبر التي تتحول على المدى الطويل إلى خبرة. أي أن الخبرة ليس سردا لمجموعة تجارب فقط، بل يجب أن يتم فهم تلك التجارب وتحويلها إلى مخزون معرفي أيضا. لا تتحول التجارب إلى خبرات إلا بفهم التجارب وربطها ببعض واستخلاص العبر منها. فعامل الصيانة الذي يقوم بإصلاح أجهزة الحاسوب من نوع ديل مثلا لا يمكن إطلاق خبير إصلاح اجهزة حاسوب. لابد له أن يقوم بإصلاح اكبر عدد من النوعيات المختلفة والعلامات التجارية الممكنة ثم يبدأ في معرفة المشكلات الشائعة في الأجهزة والمشكلات الخاصة بكل جهاز ولماذا تحدث وكيف يمكن تلافيها وكيف يمكن إصلاحها. بعد كل هذا يمكن أن يطلق عليه اسم خبير صيانة أجهزة حاسوب. إذن فالتجارب هي مجموعة أنشطة متفرقة، مجموعها الكلي يسمى خبرة.
    أما كيف نكتب كل تلك التجارب والخبرات؟ باختصار شديد، بما أن الخبرة هي الاسم الجامع للتجارب فتكتب الخبرة في السيرة الذاتية على شكل عنوان رئيسي وتحتها يتم تفصيل التجارب المتعلقة بها والمثال التالي يوضح ذلك الأمر.


    مثال:
    موظف جديد تتطلب وظيفته أن يكتب كل يوم تقريرا موجها إلى دوائر أخرى داخل أو خارج الشركة . يقوم الموظف بتجربة كتابة أول تقرير. طبعا أول تقرير سيكون بمثابة كارثة من حيث المستوى والجودة. في اليوم الثاني يكرر نفس الكارثة ثم في الثالث يكررها ثم يبدأ ينتبه لخطأ ما في التقرير الأول فيقوم بإصلاحه. هذه تجربة. ثم يبدأ كل يوم في تجربة طرق جديدة لكتابة التقارير ووضع اختصارات خاصة به وطرق مختصرة لشرح نقاط محددة، ثم يستخدم ألوانا محددة للعناوين وألوانا للأرقام، وألوانا للجداول إلخ. هذه كلها تجارب. بعد مرور سنة مثلا ربما يشعر الموظف بأن التقرير لم يعد إبداعيا فيطلب من الإدارة أن تلحقه بدورة كتابة تقارير، فيرى طرقا حديثة في كتابة التقارير وأساليب جذابة ومعبرة لم تخطر بباله.
    تحليل المثال:
    كل ما مر به الموظف كان عبارة عن سلسلة تجارب لا تنتهي في مجال كتابة التقارير. كانت بالنسبة له تجربة يومية يقوم بها الموظف، تحولت إلى خبرة حين يصبح كتابة التقرير عملا عاديا بعد أن كان يعد معضلة بالنسبة له.
    لكن.. لا يحق للموظف أن يطلق على نفسه خبيرا في كتابة التقارير ..لماذا؟ سنعرف في المثال الثاني بعد قليل.
    ذلك الموظف ربما يكتب خبرته في السيرة الذاتية كالتالي:
    (1)   لديه القدرة على كتابة تقارير                                      خطأ شائع
    (2)   خبير في كتابة التقارير                                            خطأ فادح
    في الخطأ الأول: الموظف قلل من خبرته بشكل كبير. لأن لديه القدرة على الكتابة فقط .. لكن.. لكن قارئ السيرة الذاتية سيسأل: هل كتبذلك الموظف تقارير حقاً؟ هل العبارة توضح مدى خبرته؟ في أي مجال من التقارير هو خبير؟
    لكي نصحح للموظف ذلك الخطأ الشائع نعيد صياغة سيرته الذاتية كالتالي:

  3. لديه قدرة عالية على كتابة التقارير الإدارية بشكل احترافي.
o       كتب المئات من التقارير الإدارية لشركات كثيرة مثل شركة كذا وكذا.
o       لديه أسلوب مميز في كتابة التقارير من حيث الأسلوب واختيار الألوان وطرق العرض المختلفة بشهادة المدراء والزملاء والزبائن الذين عمل إلى جانبهم.
o       حصل على دورات متقدمة في كتابة التقارير.
من المهم التفصيل في صياغة الخبرات والتجارب وخاصة الخبرات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالوظيفة المراد التقدم إليها. كنت قد تحدثت في مقال سابق عن ضرورة ربط السيرة الذاتية بالوظيفة (راجع المقال: السيرة الذاتية وأخطاء قاتلة‎).

إذن يتضح من المثال أنه من الأفضل كتابة الخبرة بشكل واضح في جملة جامعة ثم نفصل تحتها التجارب التي قام بها العامل. فكلتاهما تعمل على تقوية الأخرى مما يجعل السيرة الذاتية في النهاية مقنعة.

في الخطأ الثاني: نرى صيغة المبالغة التي يقع فيها الكثير من الناس. والمبالغة سببها أن تلك الأمور أو العلوم أو الخبرات مطاطية يمكن الادعاء فيها بسهولة. لا أحد يستطيع أن يكتب عن نفسه عالم بيولوجي لأن هذا يمكن دحضه بسؤاله عن الاسم اللاتيني للذبابة النكدة التي تحوم حول الإنسان في فصل الصيف، أما (خبير كتابة تقارير) فيجب أن نختبره اختبارا كتابيا في كتابة تقرير كي نحكم عليه. ربما هذا أيضا هو السبب في كثرة المزيفين في عالم التدريب والاستشارات والإرشاد النفسي وخبراء "التنمية البشرية"! إلخ.

الشخص الذي يكتب عن نفسه خبير كتابة تقارير، يجب أن يكون ملما ليس بكتابة نوع واحد من التقارير، بل بتقارير عديدة. هو شخص كتب تقارير إدارية في شركات مختلفة ولهيئات حكومية مختلفة. ويجب أن يكون قد كتب تقارير ختامية، تقارير إنجاز وتقارير مختصرة، تقارير يومية، تقارير دورية إلخ..

ثانيا: استخدام أفعال الخبرة (الأفعال التطبيقية)
يخطئ الكثيرون حين يكتبون سيرهم الذاتية على أنها وصف لتسلسل زمني دون مراعاة اللغة المستخدمة في الوصف. خبراء كتابة السيرة الذاتية يقولون أن اللغة المستخدمة في وصف خبرات لديها تأثير على فرص الحصول على وظيفة مساو للخبرة نفسها إن لم تكن أكثر. فكثير ممن لديهم خبرة كبيرة فشلوا في الحصول على وظيفة بسبب سوء كتابة السيرة الذاتية. هناك أفعال في اللغة يؤدي استخدامها إلى إشعار المشغل بأن المتقدم للوظيفة لديه خبرة حقيقية. مثلا حين ذكرت مسبقا (لديه القدرة على كتابة التقارير). هذه الجملة ضعيفة لا تحدث الأثر المطلوب. لكن لو كتب (كتب المئات من التقارير الفنية لشركات كبرى مثل شركة سين وصاد وعين) فهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه قد كتاب تقارير فعلا.
  1.  

     


هل أعجبك الموضوع ؟

ضع تعليقا

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة / تقنيات الحاسب©2014 -2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة ، نقل بدون تصريح ممنوع